توّجت المقاومة الإسلامية عمليتها النوعية بـ "إعدام" العميل عقل
هاشم، وبعد أقل من 24 ساعة، بعملية نوعية ثانية ، حيث توغلت مجموعة
من المجاهدين بتاريخ 31/1/2000 إلى محيط موقع العزّية الصهيوني في
عمق المنطقة المحتلة ونصبت كميناً محكماً، ولدى تجمع عدد من الجنود
الصهاينة داخل الدشمة هاجمتهم المجموعة بوابل من أسلحتهم الرشاشة
والصاروخية وأوقعتهم بين قتيل وجريح.
وسمع المجاهدون صراخ وعويل الجنود الصهاينة، وفي الوقت نفسه، كانت
مجموعات أخرى من المجاهدين تستهدف موقعي العدو في قلعة الشقيف
والدبشة وتشل حركتهما، وبعد خمس دقائق، قصفت وحدة الإسناد الناري
موقع العزّية الصهيوني بشكل عنيف ومركّز مانعة إياه من إخلاء
القتلى والجرحى وأوقعت المزيد من الإصابات في صفوف حاميته
وتحصيناته وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من داخله، ووزعت المقاومة
الإسلامية شريطاً مصوراً حول العملية يظهر فيه جنود الاحتلال
يتحركون على الدشمة المستهدفة قبيل سقوط الصواريخ.
واعترف العدو بمقتل ثلاثة من جنوده وجرح أربعة آخرين، اثنان منهم
في حال الخطر، والقتلى هم الرائد تيد هار تمبلوف والرقيب أول ليمور
ليف والرقيب أول تساحي مالكا.
بيان المقاومة الاسلامية
واصدرت المقاومة الاسلامية في بياناً حول العملية جاء به:
رداً على تمادي جيش الاحتلال الاسرائيلي في عدوانه على اهلنا
الشرفاء في جبل عامل قصفاً مدفعياً وغارات جوية جنونية، وتأكيدا
منها على الاستمرار في نهجها الجهادي، ورغم كل التهديدات التي
اطلقها قادة العدو، نفذت المقاومة الاسلامية هجوماً جريئاً في عمق
المنطقة المحتلة، حيث توغلت مجموعة الشهيدين محمد جابر وفاروق
اسماعيل الى محيط موقع العزية الاسرائيلي، ونصبت كمينا محكما، وعند
الساعة 11,15 ولدى تجمع عدد من الجنود الصهاينة داخل الدشمة
الرئيسية، امطرهم المجاهدون بنيران اسلحتهم الرشاشة والصاروخية
وأوقعوهم بين قتيل وجريح، وفي الوقت نفسه كانت مجموعات من المقاومة
الاسلامية تستهدف موقعي العدو في قلعة الشقيف والدبشة وتشل
حركتهما، وبعد خمس دقائق (11.20)، دكت وحدة الاسناد الناري موقع
العزية بشكل عنيف ومركز، ومنعت قوات العدو من اخلاء القتلى
والجرحى، وأوقعت المزيد من الاصابات في حاميته وتحصيناته، وشوهدت
اعمدة الدخان تتصاعد من داخله.
لقاء مع الاخوة المشاركين في العملية:
الاخ يوسف كان مستمعا بإصغاء الى الحوار الدائر مع الاخ صالح، ولما
التفتنا إليه كان التأثر باديا على وجهه، ولا سيما عندما سمع
الاجابة الاخيرة، حيث احس انها جاءت بلسما لشوقه الكبير الى
المشاركة في عملية اعدام العميل هاشم، فهو ايضا ادى تكليفه
وبالتالي يحق له ان يشعر بالراحة.
نبدأ بالسؤال: لا نسمع كثيرا بموقع العزية، فما هي طبيعته، وما هي
قصته؟
موقع العزية هو موقع صهيوني اقامته قوات الاحتلال بداية التسعينيات
في عمق المنطقة المحتلة، وهو يبعد عن المطلة حوالى كيلومترين
اثنين، ويشرف على مناطق عدة في المنطقتين المحتلة والمحررة، كما
يسيطر على الممرات والاودية الموصلة بين المنطقتين، وهو موقع مدعم
ومجهز بأحدث التجهيزات الالكترونية ويضم اجهزة رؤية ليليلة وأجهزة
رادار لكشف الافراد، وتتمركز حوله العديد من دبابات الميركافا
لحمايته، كما ان العدو ينفذ كمائن دائمة في محيطه، وهذا يعني ان من
الصعب جدا الوصول الى هذا الموقع، سواء بسبب بعده عن المنطقة
المحررة، او بسبب التجهيزات التي يحتويها.
امام كل هذه الوقائع، كيف استطعتم الوصول الى هذا الموقع واصطياد
جنود العدو فيه؟
لقد استغرق التحضير لهذه العملية وقتا طويلا، وطويلا جدا، حيث
استطعنا خلال هذه الفترة مراقبة تحركات العدو بقوة، ومعرفة كل
التفاصيل اللازمة عن الموقع، وعن الجنود الذي يخدمون فيه والذين
يدخلون اليه والذين يخرجون منه، كما استطعنا تحديد ماهية الاجراءات
الامنية المتبعة والاجهزة الالكترونية المستخدمة، كل هذه المعلومات
مكنتنا من وضع الخطة اللازمة لتنفيذ العملية في الوقت المناسب
وتحقيق اقسى الخسائر في صفوف العدو والعودة بسلام، وقد نفذنا هذه
الخطة بدقة، وحصلنا على النتيجة التي عملنا لأجلها والحمد لله.
هل كانت مجموعتكم هي الوحيدة التي عملت على تنفيذ العملية؟
لقد كان هناك العديد من المجموعات التي شاركت في تحقيق هذه
النتيجة، وكل واحدة منها كانت تقوم بالدور المطلوب منها، وكانت
هناك مجموعة قريبة جدا من الموقع، وهي التي استخدمت الاسلحة
الصاروخية لضرب الدشمة الرئيسية عند التأكد ـ من خلال الرصد الدقيق
ـ من وجود عدد كبير من جنود العدو في هذه الدشمة في تلك اللحظة.
لقد اعترف العدو بمقتل ثلاثة جنود وجرح أربعة آخرين، هل تعتقد أن
هذ هو الرقم الحقيقي للاصابات؟
لقد تأكدنا من وجود سبعة جنود في الدشمة خلال توجيه اسلحتنا إليها،
كما ان اصابات اخرى وقعت خلال قصفنا للدشم الأخرى، ما يعني ان هناك
اصابات اكثر من التي أعلن العدو عنها، وربما اعلن العدو قريبا عن
مقتل عدد من الجنود في حوادث سير او من خلال صعقهم بالكهرباء.
الى أي حد ترى انكم وفقتم في تحقيق الهدف الذي سعيتم إليه في هذه
العملية؟
لقد اتبع العدو في الفترة الاخيرة استراتيجية جديدة تتمثل في سحب
الجنود الى المواقع، ومنعهم من الحركة داخل الشريط المحتل وذلك
لتجنب وقوع اصابات في صفوفهم، كما استخدم احدث الاجهزة التقنية
والالكترونية لحماية هؤلاء الجنود، وحصن المواقع بشكل يفوق التصور،
واعتقد ان كل هذه الاجراءات قادرة على تحقيق هدفه في تقليص لائحة
القتلى في صفوف قوات العدو.
ما حصل في هذه العملية اننا استطعنا ملاحقة جنود العدو الى مواقعهم
المحصنة واختراق الاجراءات الامنية والالكترونية، وتوجيه ضربة
صاعقة لهؤلاء الجنود، وقتل عدد كبير منهم.
|